أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / سياسة إينشيري هل من إصلاح؟ الجزء الثاني/ ابن أدباي

سياسة إينشيري هل من إصلاح؟ الجزء الثاني/ ابن أدباي

أثار ما كتبناه عن ضرورة اطلاع العقلاء بمسؤولياتهم في حيز إينشيري الجغرافي  غضب البعض، وأساء أكثر ما أساء من يعتبرون رجال أعمال، هؤلاء الذين حشروا أنفسهم حشرا في السياسة، ولقد رأينا فيما ذهبنا إليه أنه  من واجب هؤلاء الاطلاع بمسؤولياتهم الحقة في التخلي عن البهرجة والخيلاء  الإعلامي، والتركيز على بناء مؤسسات اقتصادية صلبة يمكنها إحداث فارق تنموي، ولكن أي مؤسسة من هذا النوع في الولاية بناها هؤلاء؟.

 الناس مولعة بحب الإحسان الحق الذي لا تكدره المطامع ولا يغلف بلبوس الاستغفال والتسلق السياسي، وكنا في هذا السبيل نبغي تنبيه النبهاء، و الإشارة إلى ما رأيناه ناقصا اقتضى الاصلاح، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك كله على رأي السادة الفقهاء،  على أننا في مذهبنا رأينا أن وضوح الرؤية والمكاشفة وإصلاح الخلل أشياء لا ينبغي أن تضيع في المجاملات وبنيات الطريق، إذ مقام الرأي واسعا فمن أراد ميدانه أتى بالحجة والبرهان و بسط الدليل والقرائن حتى يخلي حجته ويبرأ ذمته، ولكن أي زمان هذا الذي نحن فيه كلما دعى داع إلى الكلمة السواء ثارت ثائرة البعض واعتبر ذلك عدوانا وإثما مبينا أنني أتساءل على الدوام من يرضى بها الوضع سوى قلة مستفيدة.

لا يكفي لصنع تنمية أو صورة أو دفاع عن مصالح تقسيم الماعون أو رشوة أصحاب الضمائر “بالفأل” أو كسب معاركة لا تجد إلا في الخيال  فالمعارك التي يجب أن تكسب هي تحرير الضمير والرفع من قيمة الانسان والتفكير الجاد في سياسة تخلق اقتصادا قائما لا تشوبه الشوائب، غير ذلك واضح المعالم و قتل للوقت وصراع على الهامش لا ينفع إلا الذين يريدونه. لكم فهمنا أن الكتابة عن وجع البسطاء وأحلامهم والحديث عن صوتهم بالغ الإيلام مؤذ، ولكنها خيار ومسؤولية.  إذ لا يعقل أن نسير في هذا السبيل الذي اوصل مدننا وقرانا واريافنا وأدام عليهم المأساة أكثر من ثلاثين سنة، إلا أن نطالب أهل العقل والحكمة في انتاج الحلول والخروج من عنق الزجاجة وبسط الرأي القويم، فأي جناية جنينا سوى المطالبة بإنقاذ الأنفس من هذا الوحل الي لا مخرج منه إلا بالتباحث والتشخيص،  لذا من وضوح الرؤية أن يعي الشباب  أصحاب الراي القويم أن هناك خللا يجب أن يشخص، وأن لا مناص من تدارك الأمر  وتذليل الصعاب.

دعني أجدد الدعوة إلى تدارس هذه الحالة النشاز والخروج منها في أقرب الأوقات والتفكير بعقل رحب ببناء مؤسسات صلبة تفيد الاقتصاد الوطني والمحلي وتخرج الناس من ضيق العيش الى رحبه، من قشور الفعل إلى لبه، من التفكير في مصالح الأشخاص إلى التفكير في المصالح الكبرى. كل هذا إذا أحاطه العقلاء برأيهم وتدراسوه كفينا شر السنين العجاف وتبدل حالنا ومارس الفعل أهلوه من ساسة ونخب وذهب التجار ومعاونوهم إلى شركاتهم و عالم البزنس والأعمال، أليس هذا بربكم منطق الأشياء السليم.

يتواصل

صدقة جارية